خسائر العدوان التركي لم يقتصر على سوريا، بل سرت عدواه إلى مناطق وقرى حدودية، حيث قتل اثنان من المدنيين، أحدهما طفل رضيع للاجئ سوري، في قصف قال إعلام تركي إنه استهدف منطقة "أقجة قلعة" الحدودية مع سوريا.

فيما أعلن والي شانلي أورفة التركية، استشهاد مدنيين أحدهما طفل رضيع للاجئ سوري في القصف الذي شنه تنظيم "ي ب ك" الإرهابي على منطقة "أقجة قلعة" الحدودية.

كما قتلت طفلة تركية في الـ11 من عمرها، جراء سقوط قذائف هاون من الأراضي السورية على منطقة جيلان بينار الحدودية بولاية شانلي أورفة جنوب شرقي البلاد.

ولفظت الطفلة أنفاسها إثر إصابتها في صدرها بشظايا قذائف بينما كانت تلعب بالحي الذي تقطن فيه، وتم نقلها إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة رغم تدخل الطواقم الطبية، لتدفع الطفولة فاتورة أطماع أردوغان.

المحصلة طالت أيضا 9 مدنيين ممن أصيبوا في إطلاق قذائف من الجانب السوري على مناطق تركية مختلفة بمحاذاة الحدود.

في الأثناء، أفاد شهود عيان بأنه منذ بدء العدوان التركي، مساء الأربعاء، انقطع التيار الكهربائي والماء بالعديد من القرى والمدن الحدودية، وشوهدت مباني وهي تحترق، فيما فر السكان من منازلهم، وعمت حالة من الهلع والفوضى، في مشهد أعاد للأذهان ما حصل خلال عمليتي أنقرة الأولى "درع الفرات" والثانية "غصن الزيتون"، وما خلفتاه من دمار للبنية التحتية والبشرية.

تغيير ديمغرافي وخطط توسعية

من بين الأهداف المعلنة للعدوان التركي، تفعيل مسودة إعادة توطين اللاجئين السوريين، معتمدا في ذلك على إحصائيات مغلوطة لعدد اللاجئين على أراضي بلاده، ولذلك، يسعى لزيادة التوغل متجاوزاً مساحة المنطقة الآمنة التي يخطط لإقامتها شمال شرقي سوريا بعمق 32 كيلومتراً.

من بين الأهداف المعلنة للعدوان التركي، تفعيل مسودة إعادة توطين اللاجئين السوريين، معتمدا في ذلك على إحصائيات مغلوطة لعدد اللاجئين على أراضي بلاده، ولذلك، يسعى لزيادة التوغل متجاوزاً مساحة المنطقة الآمنة التي يخطط لإقامتها شمال شرقي سوريا بعمق 32 كيلومتراً.

لكن ما لم يعلنه الرئيس التركي هو أن معظم اللاجئين السوريين في تركيا ممن يخطط لنقلهم إلى "المنطقة الآمنة" ينحدرون من غربي سوريا، ما يعني أن تفعيل خطته سينجم عنه تغيير هائل في التركيبة السكانية، وهذا يدخل في إطار خطته التوسعية، من خلال خلق فصل ديمغرافي يؤمن له الطريق نحو الرفع في نسبة الأراضي الخاضعة له، والمقدرة حاليا بنحو 2 بالمئة من الأراضي السورية.

أردوغان يريد أيضا إعادة توطين السوريين في المناطق الكردية، وهذا ما تحدثت عنه قيادية حزبية تركية تدعى، كلاوديا روت، حين أشارت إلى أن "أنقرة تخطط على المدى المتوسط لإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين في مناطق ذات أغلبية كردية"، أي تدمير الإدارة الذاتية الكردية، وحيازة أكبر قدر ممكن من التأثير فيما يخص إعادة رسم سوريا.

تحول الطفل اليمني عمرو أحمد إلى ظاهرة فنية، بعد انتشار ألحانه التي كان يجذب بها زبائنه، وباتت تتغنى به عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية.

ومنذ عدة أشهر كان الطفل "عمرو" يخرج نهار كل يوم إلى شوارع العاصمة صنعاء لبيع المياه المعدنية الباردة في وقت الظهيرة، جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية لأسرته منذ الانقلاب الحوثي قبل 5 سنوات.

ونجح عمرو بتكوين شهرة واسعة في وقت قياسي داخل شوارع صنعاء، وكان العشرات يحرصون على الذهاب إلى "الدوّار" الذي يوجد فيه "بائع الماء" الذي يروي عطشهم بالألحان.

وخلال الفترة الماضية، قام العشرات من زبائن الطفل عمرو بتسجيل مقاطع فيديو له وهو يشدو بألحان الأغنية اليمنية التي يجيدها باقتدار، لكنها لم تعرف طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كما حدث مع أغنية "حبيبي أنت فينك من زمان".

وعبر موقع "تويتر"، انطلق "بائع الماء" خارج الحدود اليمنية ليحقق شهرة عربية واسعة، حيث أشادت به الفنانة السورية أصالة نصري، ووصفته بأنه "بائع الحب والطيبة"، كما أشادت به الفنانة سيرين عبدالنور.

تداول مقطع أغنية الطفل عمرو في الصفحات الرسمية لفنانين مشهورين أكسبه شهرة أوسع، وفي غضون ساعات تحول "بائع الماء" إلى أيقونة و"ترند" في منصة التواصل الاجتماعي الأبرز "تويتر".

وخلافا لمواقع التواصل كانت عشرات القنوات والمنصات الإخبارية العربية والدولية تتناقل مقطع أغنية "بائع الماء"، وتسلط الضوء على المواهب المدفونة داخل اليمن وضرورة انتشالها.

عقب الدعوات التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي وتدعو للاهتمام بموهبة "بائع الماء"، أصبح الموسيقار اللبناني صبحي محمد أول من أعلن تبنيه الطفل عمرو أحمد، ووجه له دعوة لزيارة بيروت.

وقال صبحي إنه قام بالتواصل مع الطفل اليمني عمرو، وإنه سيعود بانتظاره في لبنان بعد 10 أيام.

وقالت مصادر مقربة من أسرة الطفل عمرو، لـ"العين الإخبارية"، إنه لن يمكث في بيروت مدة طويلة، وسيقوم بتسجيل أغنيتين على الأقل فقط، ثم يعود إلى صنعاء، وسيكون هناك تواصل دائم مع الموسيقار اللبناني من أجل تبني موهبته.

منذ الشهرة الواسعة التي حققها، تسابقت عدد من القنوات اليمنية والعربية والدولية على حجز لقاءات خاصة مع الطفل "بائع الماء"، وظهر في لقاءات مباشرة مع قنوات دولية من داخل صنعاء، كما تتسابق القنوات المحلية على حجز مواعيد معه من أجل تسجيل جلسات فنية خاصة. 

وقال مصدر، لـ"العين الإخبارية، إن الطفل عمرو أصبح له مدير أعمال خاص من أجل الترتيب مع وسائل الإعلام أو الشركات الفنية، فيما يقوم باستكمال الترتيبات للسفر إلى بيروت.

وتعيش أسرته أوضاعا اقتصادية متردية، وقال عمرو في مقابلة مع قناة "بي بي سي" إنه يخرج بعد العودة من مدرسته لبيع الماء من أجل مساعدة والدته.

وتوقع خبراء أن يحقق الطفل عمرو أحمد شهرة واسعة في زمن قياسي، من خلال تأدية اللون الصنعاني في الأغنية اليمنية، والذي دائما ما يحتاج إلى آلة العود.

وكان لافتا أن أغنية "حبيبي أنت فينك من زمان" حققت شهره من حنجرة "بائع الماء"، أكثر من الفنان الأصلي الذي غناها "صلاح الأخفش"، وهو ما جعل الأخير يظهر في مقطع فيديو وهو يصافح بائع الماء ويقلّده عقدا من الفُلّ.